CCG


اعادة الاستخدام والتجديد، الجزء الرابع: What’s In Store For Retail Stores?

1/4/2021 12:00:00 AM
news images

إعادة الاستخدام والتكيًّف للعقارات التجارية والمرافق الحكومية والمؤسسية والتعليمية.

لقد تغير قطاع الاعمال الذي نعرفه بشكل جذري، ولم تقتصر التقنيات والابتكار التكنولوجي المتسارع وغير المسبوق على تغيير مسار الأعمال فحسب، بل ان تفشي فيروس كورونا المستجد فرض نماذج تسويقية جديدة، والتي حولت العديد من المتاجر والخدمات والأحداث والانشطة إلى منصات للتواصل عبر الإنترنت، والتي اتجه نحوها أغلب المستهلكين. حيث تم استبدال مراكز التسوق بتجار التجزئة عبر الإنترنت، وأصبحت جلسات اللياقة البدنية والعلاج عبر الهاتف أو مكالمات الفيديو، والعديد من الأحداث والانشطة الاجتماعية التي أصبحت مقتصرة على عدد قليل من الاشخاص مع مراعاة إرشادات التباعد الاجتماعي.                          

ان الأحداث الأخيرة أدت إلى ركود عالمي كما هو معروف على نطاق واسع، وان فيروس كورونا المستجد أصبح له تأثير هائل على الاقتصاد العالمي، ويمثل هذا التغيير تحدياً للحكومات وصُناع القرار، مما يعني ضرورة (ايجاد حلول) والتصرف بسرعة من أجل أن تصبح دولتهم أقوى وأكثر تكيّفاً مع التغييرات الجديدة.

على الرغم من الانخفاض على الطلب في قطاع العقارات التجارية، الا انه أنقد يكون هناك طلب أعلى على أنواع معينة منها. على سبيل المثال؛ أثناء وبعد الإغلاق المفروض في العديد من البلدان، لمسنا الاداء الجيد لمزودي خدمات توصيل الطعام بشكل خاص، وكذلك المتاجر عبر الإنترنت.  وأيضا أصبح هناك اقبال اكبر على طلب خدمات الرعاية الصحية، مما سلط الضوء على المناطق الأكثر احتياجًا إلى مرافق طبية إضافية.  لذلك، على الرغم من أننا نشهد انخفاضًا في الطلب على العقارات التجارية مثل المساحات المكتبية الكبيرة والمطاعم ومراكز التسوق، فقد يكون هناك طلب متزايد على خدمات مطابخ توصيل الطعام، ومرافق الرعاية الصحية والمستودعات ومراكز التشغيل  وغيرها.

في اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة لاقت "مساحات العمل المشتركة" Co – working spaces اتجاهًا متزايدًا واكتسبت شعبية أكبر، ومن المحتمل أن يستمر هذا في المستقبل، حيث أصبح العمل عن بُعد الخيار المفضل لأصحاب العمل والموظفين على حد سواء.  بدأت فكرة "مساحات العمل المشتركة "منذ عام 2005، في البداية كان يُنظر إليها على أنها مرافق لدعم مشاريع الأعمال الصغيرة التي لم تكن قادرة بعد على استثمار رأس المال في انشاء مكاتبها الخاصة. ومع ذلك، أصبحت الآن العديد من الشركات الكبيرة تنتقل إلى مراكز الأعمال ومساحات العمل المشتركة أيضًا.

ومن أجل التوفير في النفقات والمساحات بين المكاتب؛ يتشارك المستخدمون نفس مرافق الاستقبال والاجتماعات.  كما أنها تدعم التواصل بين الشركات وتقدم حلول للاعمال لهم للانخراط في بيئة المجتمعات المحلية.  كما أصبح مفهوم المساحات المكتبية المشتركة دارجاً وذو فاعلية أكبر للشركات التي تعاني من محدودية في توفير المساحات اللازمة لموظفيها.  حيث وفرت المساحات المشتركة نوعاً من المرونة وخصوصاً بعد ما مر به العالم من تبعات نتيجة فيروس كورونا.  وبالتالي فاننا نتوقع زيادة في الطلب على هذا النوع من المكاتب مقارنة بالطريقة التقليدية للمساحات المكتبية.

بالنسبة لأصحاب العقارات والبائعين والمطورين، يمكن أن يساعد السير والمضي قدماً في هذه الاتجاهات الى زيادة قيمة الأصول التجارية، حيث من المحتمل أن تظل العديد من المباني متقادمة أو غير شاغرة أو مباعة، لذلك سيكون من المفيد اعادة توظيف او تجديد هذه المباني ليصبح عليها الطلب أعلى.

وأيضاً من أجل أن تصبح الاصول أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، يمكن إعادة تصميم مراكز التسوق لتوفير مساحات كبيرة للمستودعات أو منتجات تجار التجزئة عبر الإنترنت، كذلك بالامكان تجديد المساحات الداخلية بين المكاتب المستأجرة لتوفير أكشاك للعمل أو مراكز الأعمال المشتركة مع مراعاة ارشادات التباعد الاجتماعي، ويمكن للمباني التجارية أن تتحول الى مرافق حكومية مثل مراكز الشرطة.

في الآونة الأخيرة، ونتيجة للظروف الاستثنائية السائدة حاليا بسبب اتشار فيروس كورونا المستجد فان متاجر Arcadia (والتي تمتلك محلات Topshop) ومتاجرDebenhams  الشهيرة أصبحت تعاني من ظروق اقتصادية صعبة نتيجة للاغلاقات المتكررة، وعلى عكس ذلك، فان متاجر ASOS وتجار التجزئة المنافسين الآخرين لجأو إلى الخدمات الإلكترونية عبر الإنترنت، وأصبحت المواقع الكبرى للتسوق الالكتروني تشهد زيادة في الطلبات والذي أدى الى قلة الطلب الوجاهي على مساحات التجزئة التجارية في المستقبل.

يمكن رؤية مثال رائع لإعادة الاستخدام التكيفي لأغراض البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قامت كل من شركتي Amazon و FedEx بشراء مراكز تسوق كانت قد توقفت عن العمل بسبب جائحة كورونا وتم اعادة توظيفها. ربما يكون من المفارقات أن هذه الشركات قد ساهمت بشكل كبير في توقف بعض من مراكز التسوق ومحلات البيع بالتجزئة الاخرى عن العمل، ولكنها مع ذلك اتخذت خطوة جيدة ساعدت على إنقاذ المباني غير المستخدمة والعمل على تحسين عروض أعمالها وقدرتها على التسليم في المناطق المحيطة.

مثال آخر ناجح للتكيّف المؤقت واعادة الاستخدام خلال جائحة كورونا، جاءت من قيام العديد من مراكز التسوق بتحويل مواقف السيارات غير المستخدمة إلى "سينما السيارات" وذلك لأن مواقف السيارات أصبحت غير مزدحمة بزوارها خلال الوباء، حيث أن التكيف لتوفير سينما في مواقف السيارات يوفر فرصة رائعة لكل من المالكين والزوار للذهاب وحضور الافلام مع ضمان سلامة الجميع ومراعاة التباعد الاجتماعي، حيث أصبح بالامكان الاستمتاع بالنشاطات الاجتماعية، وايضا بإمكان مراكز التسوق كسب بعض المال والاستفادة من المساحة غير المستخدمة.

في حقبة ما بعد الوباء، سيبقى الاقتصاد مليئًا بالتحديات، لذلك سيحتاج أصحاب الأعمال الصغيرة إلى أفكار جديدة ومبتكرة لمواصلة أعمالهم.  وتعد الأسواق والمراكز التجارية (التي تظهر فجأة) أحد الأمثلة على إعادة الاستخدام التكيفي للمساحات التجارية السابقة التي يمكن أن تدعم العديد من الشركات في وقت واحد وتجذب الكثير من العملاء من مجموعة متنوعة من الناس. تعتبر أسواق (التايم آوت ماركت-Timeout Markets ) مثالاً ناجحًا على ذلك، حيث تعمل بنجاح في جميع أنحاء العالم.  وذلك بإعادة توجيه الأسواق القديمة والمساحات الغير مستخدمة وتحويلها إلى قاعات طعام حديثة ومراكز للترفيه والتي تعمل على زيادة الوعي بالعلامة التجارية وتشجع على التفاعل مع البائعين وزيادة نشاط المستهلكين.  وتوفر هذه الأنواع من الأسواق منصة ضخمة للبائعين، حيث يمكن استئجار مساحة معينة مقابل القليل من المال أو طالما أنها ذات قيمة لكل من المالكين والشركات. ومن المتوقع رؤية المزيد من هذه الأنواع في استغلال هذه المساحات والأحداث التي ستظهر مع مرور الوقت.

في الوقت الحالي، تشهد العديد من المدن زيادة في المعروض من المباني والأبراج السكنية، حيث يوجد العديد من المباني الفارغة أو غير المكتملة وغير المأهولة، في هذه الحالات  ينبغي تشجيع الحكومات على الاستفادة والاستثمار في ترميم أو اعادة تجديد المباني القائمة بالفعل، بدلاً من البدء في تطويرات جديدة من الصفر.

من المفيد أكثر للاقتصاد والبيئة ولحل مشكلة الكثافة السكانية في المدن هو اعادة استخدام العقارات الموجودة بالفعل، بدلاً من إجبار السكان على الخروج لإنشاء المزيد من المباني.  لذلك في حالة المباني الحكومية والتعليمية بشكل خاص، والتي تم إنشاؤها لخدمة المجتمعات المحيطة، فانه من المنطقي الاستفادة من المباني الموجودة بدلاً من الاستثمار في انشاء مباني جديدة.   حيث ان هذا سيعود بفائدة إضافية تتمثل في السماح للمباني التي تقدم خدمات لدعم سكان المدينة أن تكون ذو قيمة اعلى تعود بالفائدة على المجتمع، بدلاً من أن تُبنى على أطراف المدينة.  وحتماً سيكون هذا التوجه صديقاً للبيئة، ويمكن أيضاً أن يساعد في حل الانخفاض في الطلب على العقارات مما يساعد على تطوير المناطق بشكل أفضل.

أصبحت الحكومات أيضًا في وضع جيد وقادرة على تقديم المشورة لمطوري المباني والمستثمرين والمالكين حول أنواع المباني التي تحتاجها المجتمعات المختلفة. على سبيل المثال، اصبح لدى الحكومات بيانات ورؤى حول المجالات التي ستستفيد أكثر من مرافق الرعاية الصحية الإضافية، أو أنواع معينة من المساكن، أو المدارس.  وتعتبر هذه فرصة للحكومات للمساعدة في تشجيع الأنواع الصحيحة من التكّيف مع المباني من أجل تحقيق أفضل النتائج للمقيمين، مع تقليل إدخال المباني الإضافية غير الضرورية ودعم أسواق العقارات، لا سيما تلك التي تتعرض لضغوط بعد آثار جائحة كورونا.

يعتبر مشروع مرتفعات الفحيص من الأمثلة على احد المشاريع التي عملت عليها مجموعة اتحاد المستشارين في اعادة استحدام وتكييف منشأة صناعية لتصبح اكثر فائدة للمجتمع.  حيث عمل فريق التخطيط الحضري لدى المجموعة على تحويل مصنع أسمنت سابق إلى مركز حضري صديق للبيئة والذي كان قد توقف عن العمل وأصبح مصدر قلق بيئي وصحي خطير.  واستطاع التطوير الجديد ان يخلق قيمة مشتركة ويعزز الاستدامة البيئية.  ويتميز كذلك بتوليد الطاقة المتجددة والاستراتيجيات المستدامة والأنظمة الذكية.  واستفاد هذا المشروع من المبنى الصناعي المهجور وأوجد مساحة قابلة للاستخدام ومستدامة والتي تُعد حافزًا للتجديد والتنمية الاقتصادية في المنطقة من خلال توفير الوظائف والمرافق التعليمية والترفيهية والمساحات الخضراء التي تعزز الجودة العالية للحياة للسكان.

في حين أن السوق الحالي يواجه العديد من الصعوبات، فإنه يوفر أيضًا فرصًا حقيقية لأصحاب المباني للتكيّف وإعادة الاستخدام للتغلب عليها، حيث ستعتمد الخيارات الأكثر فعالية على نوع العقار والموقع والطلب.

عملت مجموعة اتحاد المستشارين على عدد من مشاريع إعادة الاستخدام والتجديد التكيفية، والتي قد تسهم في دعم مختلف القطاعات لتصبح أكثر انتاحية . إذا كنت ترغب في مناقشة أي مشاريع قادمة معنا، أو إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن أي من أعمالنا الحالية أو السابقة، قم بإرسال بريد إلكتروني الى:

Ghaith.abujaber@group-cc.com.

هذه المقالة هي جزء من إعادة الاستخدام أو التجديد، ولمعرفة الطرق التي يمكن من خلالها لإعادة الاستخدام التكيفي والتجديد دعم مالكي المباني والمطورين والمستثمرين في جميع القطاعات للابقاء على الربحية في سوق ما بعد جائحةCOVID 19  .

انقر أدناه لعرض المقالة الأولى في السلسلة.

For better web experience, please use the website in portrait mode