CCG


العودة إلى واقع أفضل ارتباط تخطيط البيئة الحضرية السليم على مستوى المجاورة السكنية لموائمة تحديات جائحة كورونا في المجتمع

8/18/2020 12:00:00 AM
news images

في غضون أسابيع قليلة، تغير العالم الذي نعرفه، حيث أحدث وباء كوفيد-19 تغييرات كبيرة في حياتنا اليومية وأعمالنا وتنقلاتنا بمختلف وسائط النقل، واحتياجاتنا الأساسية.

ان اشتراط التباعد الاجتماعي وقرارات حظر التجول وتقييد حرية التنقل، والاغلاقات الكلية أوالجزئية بسبب انتشار الوباء؛ كانت الدافع للوقوف وتقييم مكونات بيئتنا الحضرية وانعكاساتها على صحتنا النفسية والجسدية، في محاولة جادة لتحسين الواقع والعودة إلى حياة أفضل، بحيث نتمكن من التحرك بأمان في دائرة حياتنا اليومية دون العودة إلى أنماط الماضي غير العادلة وغير المستدامة من خلال إعادة تشكيل فضاءاتنا الحضرية العامة  والتفكير في تخطيط أفضل  للمدن وتصميم  الفضاءات الحضرية العامة بما يلبي احتياجاتنا ويرفع من سوية الحياة مستقبلاً.

"من خلال تجربتي الشخصية أثناء فترة الحظر، حيث صعوبة التنقل من أجل الحصول على متطلبات المنزل الأساسيّة في المنطقة التي أسكن بها، دفعتني للتفكير في عمل هذه الورقة البحثية باقتراح حلول  واقعية قابلة للتطبيق تتماشى مع معايير التخطيط الحضري العالمية وطرح أفكار لإعادة صياغة الفراغات  العامة بما يحافظ  على سلامة السكان و يلبي احتياجاتهم ويحقق شروط  التباعد المطلوب ".

قام المعماري والمخطط العمراني المهندس فراس سويدان؛ بعد دراسة واقع الحال للمنطقة التي يسكن بها في عمان؛ وهي منطقة حي الكلية العلمية الإسلامية، الجبيهة عمان، ومقارنته مع المعايير العالمية في التخطيط والتصميم الحضري، بعد توضيح المفهوم العام للتخطيط الحضري، واستعراض المعايير التخطيطية العامة اللازم توفرها في نطاق المناطق السكنية بمختلف تصنيفاتها الهرمية على مستوى المجموعات/ المجاورات السكنية وصولاً لمستوى المدينة بشكل عام.


يرتبط تطبيق معايير توفير الخدمات العامة والتنقل بتقليل الاحتكاك والاختلاط بين المجموعات السكنية المختلفة بما يساهم بتحديد المناطق وعزلها بشكل أسهل في حال انتشار الأوبئة.

يقوم مبدأ التخطيط الهرمي للمدينة بالأخذ بعين الاعتبار ما يلي :    

1.     التدرج بدءاً من المسكن والمجاورة السكنية والحي وصولاً الى المدينة.

2.     عدد السكان المخدومين والكثافة السكانية.

3.     مسافة المشي الآمن للسكان المحليين حيث تعتمد بشكل أساسي على طبوغرافية المنطقة والحالة المناخية التي تتبع لها منطقة الدراسة.

4.     توفير خدمات عامة على كافة مستويات التخطيط وبما يتناسب مع احتياجات السكان المحليين.

5.     شبكات الطرق التي تخدم المنطقة.

6.     شبكات المشاة بأنواعها المختلفة.

7.     الترابط الحضري في التصميم.

8.     الهوية المجتمعية.

9.     تحسين البيئة الاقتصادية.

10.   الاستدامة.

يرتبط توفير الخدمات العامة والوصولية للأماكن المختلفة وتوفير شبكة مشاة ضمن مسافة سير آمنة بحسب المعايير التصميمية الصحيحة، ارتباطاً مباشراً بحصر الوباء خلال فترة الانتشار، حيث يصبح بمقدور السكان المحليين تأمين احتياجاتهم الأساسية ضمن الحارة/المجاورة السكنية دون الحاجة للاختلاط مع السكان المحليين في المناطق المجاورة وبالتالي تحديد مناطق محصورة ضمن نطاق الحارة/المجاورة السكنية الواحدة.

وبعد دراسة المجاورة السكنية التي يقطن بها، وهي تمثل حالة عامة منتشرة في الأردن، وعلى مسافة سير آمنة
Catchment Radis تقدر بـِ 300m سيراً على الأقدام، قام المهندس سويدان بتوثيق :

1.     الخدمات العامة الموجودة ضمن المنطقة التي يقطنها.

2.     دراسة عروض الشوارع ومقاطعها العرضية.

3.     شبكة المشاة التي تفتقر لها المنطقة.

4.     الممارسات الخاطئة للسكان

5.      الممارسات التنظيمية الخاطئة.


قدّم المهندس سويدان رؤية وحلول لتحسين واقع الحال بما ينعكس إيجابياً على حياة السكان ورفاهيتهم وتشمل:

1.     تنفيذ حركة المرور باتجاه واحد في بعض المناطق، وذلك للسماح بإجراء تغييرات على أجزاء من الشوارع لتلبية معايير التصميم واحتياجات السكان.

دراسة شبكة الطرق المحلية بما يشمل شوارع بعروض 12، 14، 16، 24 م واتجاهات السير ومقاطع الشوارع.

حيث تم اقتراح تعديل حركة المرور لتصبح باتجاه واحد في بعض المناطق، لإتاحة المجال لتغيير مقطع الشارع بما يلبي المعايير التصميمية وحاجة السكان المحليين، كما يعمل تغيير اتجاه السير ليصبح باتجاه واحد على تقليل انبعاثات غازات عوادم السيارات وزيادة انسيابية الحركة مما ينعكس إيجابياً على البيئة المحلية والصحة العامة للسكان. تشمل المعالجات المقترحة ما يلي:

  •  زيادة عرض الأرصفة من 90سم إلى 200سم .
  •  استعمال غطاء نباتي مناسب على الأرصفة بحيث يسمح بالسير تحته دون عرقلة المشاة وتوفير ظلال مناسبة لهم.
  •  توفير مسارب للدراجات الهوائية ضمن مقطع الشارع.
  •  توفير مسرب واحد لوقوف السيارات في الشارع بدل مسربين وتفعيل دور الأمانة وتشديد الرقابة في توفير مواقف للسيارات داخل العمارات السكنية بما يتناسب مع الأحكام التنظيمية.
  •  تحديد مواصفات الأرصفة وتوحيدها بما يشمل المواد المستخدمة، اللون، الارتفاعات... الخ.


2.     توفير الخدمات الأساسية التي تحتاجها المنطقة السكنية بما يشمل حديقة عامة بمساحة تتناسب مع عدد السكان، خدمات البقالة، والخضار، الصيدلية، الملحمة، الخ، توفير روضة أطفال، توفير عيادة صحية محلية ومسجد محلي.

3.     تعديل النسبة المئوية للبناء بحيث لا يتم احتساب مساحة البلكونة من ضمنها كما تسمح بظهور شرفات منزلية بين متر ونصف متر داخل الارتداد الأمامي يمكن تخصيصها لزرع حدود الشرفة. وهذا مهم لما له من أثر نفسي وصحي إيجابي على سكان الشقة ، الذين يفتقر سكنهم إلى المساحات الخارجية الأخرى.والسماح ببروز البلكونات المنزلية بمقدار 1-1.5م ضمن الارتداد الأمامي وتوفير تفاصيل هندسية خاصة لزراعة حدود البلكونة لما له من أثر نفسي وصحي على سكان الشقق السكنية الذين تفتقر مساكنهم لمساحات خارجية.

4.     توفير حدائق خضراء على أسطح البنايات السكنية Roof Gardens بحيث تخدم سكان العمارة الواحدة وتصبح متنفس لهم ينعكس ايجابياً على راحتهم النفسية والصحية ويعمل على إخفاء خزانات المياه على السطح.

5.     تفعيل كون أسطح البنايات السكنية كخدمات عامة بدلاً من بيعها بشكل غير قانوني لطابق الشقة الأخيرة ضمن العمارة السكنية واستعمالها كشقة تابعة، واقترح المهندس فراس سويدان توفير بيوت بلاستيكية يتم زراعتها بالمحاصيل الأساسية لاستعمال السكان من خضار وفواكه وغيرها، وبالتالي:

  •  خلق نشاط جسدي من خلال الزراعة للسكان والذي له أثر نفسي وصحي إيجابي.
  •  توفير جزء من المنتجات الأساسية لطعام السكان.
  •  توفير فرص عمل بحيث يتم التنسيق مع المزارعين ووزارة الزراعة لفرز مزارع لكل منطقة للاعتناء بالمحاصيل المزروعة ويتم بيع الفائض محلياً واستغلال الدخل بتحسين المنطقة والصرف عليها.
  •  عمل حصاد مائي للسطح بحيث يتم استعمال المياه المجمعة لري الأشجار المزروعة على الأرصفة والمحاصيل في البيوت البلاستيكية على السطح.

قام م. سويدان باستعراض عدد من المشاريع التي عمل عليها في شركة اتحاد المستشارين وأوضح كيفية مراعاة المعايير التخطيطية العامة وعكسها في المشاريع المصصمة باختلاف طبيعتها ومواقعها.

كما قام م. سويدان بالتطرق للمستوى الأعلى من تخطيط المدن والذي يتناول التخطيط الإقليمي وأهميته في تحقيق توازن داخل الدولة بحيث يقوم هذا المستوى من التخطيط بدراسة وتحليل الأقاليم المختلفة داخل الدولة وتعزيز الميزة النسبية لكل منها وربطها بتحقيق التكامل الاقتصادي للدولة.

فراس سويدان مهندس معماري ومخطط حضري ومصمم ذو خبرة لاكثر من 15 عاماً في هذا المجال، حيث عمل مع العديد من الشركات متعددة الجنسيات والتخصصات في كلاّ من قطاعات الاستشارات والمقاولات. وكذلك عمل على مجموعة متنوعة من مختلف المشاريع، بما في ذلك 7 سنوات مع مجموعة اتحاد المستشارين.

يعمل فريق مهندسي التخطيط الحضري والإقليمي في مجموعة اتحاد المستشارين على مجموعة واسعة من مشاريع التخطيط من مراكز المدن إلى مناطق الضواحي ومواكبة التطورات الجديدة في مجال التخطيط الحضري. يقوم المخططون لدينا بإجراء الدراسات وتبني نهج متعدد التخصصات لإنشاء وتنفيذ خطط حضرية مستدامة وفعّالة. وهم على دراية تامة بالدور المتكامل الذي تلعبه خطط التنمية في رفاهية المجتمعات وتطوير مستوى المعيشة، حيث يسعون دائمًا إلى تحسين استخدام الأراضي وضمان أساس متين للأنظمة الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية.

إذا كنت ترغب في مزيد من المعلومات حول الخدمات التي يقدمها فريق التخطيط الحضري لدينا، أو إذا كنت ترغب في التحدث مع أحد المتخصصين بمجموعتنا، يرجى الاتصال بنا على رقم: +962 6 461 2377  أو البريد الإلكتروني bd@group-cc.com.

For better web experience, please use the website in portrait mode