CCG


ما بين الحفاظ على التراث العمراني والتجديد الحضري.

7/6/2022 12:00:00 AM
news images

حماية التاريخ والاحتفاء به لتحفيز الاقتصاد وتنشيط السياحة

التجديد الحضري هو عملية تركز على تحسين وتطوير نوعية حياة السكان في منطقة ما والاستثمار في مستقبلها؛ وذلك من خلال تحسين الشكل المكاني الحضري والاقتصادي للمنطقة، وزيادة القدرة الاستيعابية للمدينة.  وتستخدم برامج التجديد الحضري الأموال العامة وعادة ما تهدف إلى جذب الاستثمارات إلى المنطقة، مثل مطوري العقارات وذلك لتحسين البيئة الحضرية واقتصاد المنطقة، واصبح مطلب حتمي لتعزيز التنمية عالية الجودة للتوسع الحضري.

ويركز إعادة التأهيل والترميم الحضري على الحفاظ على البيئة الحضرية والنظم البيئية والمباني التراثية في المنطقة. ويشمل ذلك تجديد المباني التاريخية وتحديث المرافق، مع مراعاة السياسات البيئية ذات الصلة وأنظمة البناء والمجتمعات المحلية ومعايير الأمن والسلامة.

من المهم دراسة الثقافة والتراث المحلي لاي منطقة عند العمل على مشاريع التجديد العمراني وإعادة التأهيل، ويمكن تحقيق ذلك من خلال حماية مناطق أو مبانٍ معينة وغيرها من الميزات المهمة للموقع والتي تكون ذات مغزى للمقيمين ومهمة لتاريخ المنطقة. يمكن أن تشمل المناطق المحمية الهياكل الحضرية مثل المباني والآثار أو الطرق أو المناطق الطبيعية، حيث توجد سياسات للتجديد الحضري في جميع أنحاء العالم لضمان الحفاظ على هذه الميزات وحمايتها لتسليط الضوء على أهمية التاريخ وتحقيق الاستدامة التاريخية.


يمكن أن تساعد مشاريع التجديد الحضري أو إعادة التأهيل والترميم في جعل المباني القائمة في المواقع غير المستغلة بالكامل أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، وكذلك دعم القرى والمجتمعات القائمة من خلال التوظيف وزيادة حركة المرور. وتساعد هذه المشاريع أيضًا في حماية البيئات ذات القيمة التاريخية مع تحسين المرافق مثل شبكات الطرق والبنية التحتية، وتعزيز مظهر المنطقة.

تعتبر منتجعات طيبة زمان وبيت زمان في وادي موسى مثالين للمشاريع الناجحة التي حققت فيها مجموعة اتحاد المستشارين توازنًا بين الحفاظ على التراث والتجديد الحضري لخلق نتيجة ناجحة لكل من العميل والمجتمع المحلي.

طيبة زمان وبيت زمان (المعروفة الآن باسم حياة زمان) قريتان زراعيتان قديمتان في مدينة البتراء كانتا تكافحان من أجل البقاء في العالم الحديث قبل ترميمهما. كان جزء كبير من المنطقة مدمرًا، وعلى الرغم من أن السكان كانوا يعيشون هناك ، كان الاقتصاد يعاني ويفتقر الى العمالة. تم شراء الأرض وتطويرها إلى منتجعات وذلك لجذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل والمرافق والبنية التحتية للمجتمع.

سمح هذا المشروع بتحويل هذه القرى والمواقع التراثية إلى نقاط سياحية مهمة تعمل على تثقيف الزوار وكذلك تحفيز الاقتصاد المحلي.


كانت الأولوية الرئيسية لهذا المشروع هي الحفاظ على تاريخ المنطقة وهندستها المعمارية، ثم تم تطوير المنتجعات لتحقيق الاستدامة التاريخية والبيئية والاقتصادية.  وينقل المنتجع الفريد زواره إلى المناطق الريفية في الأردن في أواخر القرن التاسع عشر للتعرف على طريقة الحياة السابقة وتجربتها، وقد حقق نجاحًا كبيرًا، حيث فاز بالعديد من الجوائز مثل جائزة British Airways Tourism for Tomorrow Award ، وجائزة Green Global Commendation Award ، وجائزة EIBTM Greeting of Business Award ، وجائزة Guild of Travel Writer’s Otter.

عملت مجموعة اتحاد المستشارين على تطوير المنازل التراثية داخل القرى وتحويلها لمنتجعات سياحية، والذي أدى لتحسين جودة الحياة في المنطقة بشكل عام، من خلال توفير التعليم والتدريب والتوظيف للسكان، وكذلك جذب المزيد من الزوار وإحياء الاقتصاد المحلي.

ان تشغيل المنتجعات بمجرد اكتمال المشروع يعد أيضًا تأثيرًا رئيسيًا على النتيجة التي تم تحقيقها. أثناء تطوير هذا المشروع عمل السيد غيث أبو جابر، والذي يشغل حالياّ منصب المدير التنفيذي لتطوير الأعمال في مجموعة اتحاد المستشارين، منصب المدير العام في شركة الاستثمارات السياحية الأردنية (JTI) وكان مشاركًا بشكل كبير في إدارة المنتجع والعمليات في طيبة زمان وبيت زمان. بفضل خبرته الغنية في تطوير السياحة لكل من المؤسسات الحكومية والخاصة، تمكّن من تحقيق نتائج إيجابية للمشاريع.


شهدت السنوات الأخيرة زيادة في شعبية المنتجعات المعاد توظيفها والمباني التراثية التي تم ترميمها، خاصة في المواقع ذات الهندسة المعمارية الفريدة والتي تمتاز بالتاريخ الغني. حيث أصبح هناك الكثير من الفرص لإعادة تطوير المواقع والمباني القديمة للسياحة والمنتجعات والتي تستحوذ على حصة كبيرة من السوق، ويميل السياح إلى التركيز بشكل أكبر على التجارب الفريدة وفرص التعلم. لقد تطرقنا إلى هذا في مقالتنا الأخيرة ، "كيف يمكن لإعادة الاستخدام والتجديد التكيّفي أن يساعدا في مجال الضيافة على التعافي"

ان المشاريع التي تركز على تجديد البيئات الحضرية، وكذلك إعادة التأهيل الحضري ومشاريع الترميم أو إعادة الاستخدام التكيفي للمباني القائمة، لها العديد من الفوائد للمجتمعات المحلية وللنجاح في الأعمال التجارية، وللبيئة وخاصة زيادة جذب السائحين. عند العمل في هذه الأنواع من المشاريع، تقوم مجموعة اتحاد المستشارين بعمل دراسات عميقة لضمان أعلى احتمالات النجاح وتحقيق اقصى قدر من الجاذبية للزوار مع الحد الأدنى من الإزعاج للمجتمعات والبيئة.  ان خبرتنا الطويلة في العمل على مختلف مشاريع التنمية السياحية من المواقع الأثرية إلى الأبراج التجارية والمنتجعات الراقية تعني أن لدينا المعرفة التامة لكيفية تعظيم وزيادة الفرص في هذا القطاع.

For better web experience, please use the website in portrait mode