CCG


اعادة الاستخدام والتجديد لغايات تنشيط حركة القطاع العقاري

11/9/2020 12:00:00 AM
news images

ان اعادة الاستخدام التكيفي والتجديد قد يسهم في دعم قطاع صناعة السياحة والضيافة بالتعافي من تبعات أزمة كورونا.

على الرغم من أن السياحة تتصدر القطاعات الأكثر تضررا من تأثيرات احداث هذا العام؛ وذلك نتيجة لصعوبات وتحديات عديدة لاصحاب العقارات والمستثمرين،  الا أنها توفر فرصًا ممتازة للتعافي المالي في بعض الاماكن.  ويعتبر قطاع السياحة الاسهل تطوراً من حيث اعادة توظيف وتجديد المباني السكنية والتجارية.

يتحتم على شركات السياحة والضيافة أن تنتهز الفرصة باعادة النظر في تجديد أصولها خلال فترة التوقف هذه، وكذلك العمل على اعادة التكيف بما يتناسب مع متطلبات السوق الحالي الذي من شأنه أن يسهل التعافي بشكل أكثر فعالية ولضمان استمرارية واستدامة قطاع السياحة مرة أخرى.

وقد تكون هذه فرصة جيدة للعمل على تخفيض قيمة الأصول لتصبح أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، بدلاً من أن تظل راكدة وغير مشغولة.

هذه المقالة تعد الثانية في إعادة الاستخدام والتجديد. هي سلسلة، تبحث في الفرص والفوائد الناشئة عن مشاريع إعادة الاستخدام والتجديد التكيفية، وكيف يمكن لهذه الأنواع من المشاريع أن تساعد مالكي العقارات والمستثمرين والمطورين على البقاء في المقدمة خلال فترات عدم الاستقرار في سوق العقارات الحالي.

قطاع صناعة السياحة والضيافة في تغير مستمر

تأثرت عادات الإنفاق التي ادت الى الركود العالمي، حيث أتت القيود المفروضة على السفر والانخفاض المفاجئ في طلب المستهلكين إلى انخفاض غير مسبوق في أعداد السياحة الدولية، مما أدى بدوره إلى خسائر اقتصادية وفقدان للوظائف.

ولا يزال العالم يعاني من القيود المتزايدة على الرحلات، ومن فترات الحجر الصحي الطويلة بعد السفر، وازدادت المخاوف بشأن تأمين السلامة العامة، كذلك طلبت العديد من الشركات من موظفيها تجنب السفر.  والعديد من العوائق الأخرى التي أثرت على مختلف أنواع السياحة المعتادة.

ان تخفيف القيود على السفر سيؤدي لارتفاع حجوزات السفر وزيادة أعداد الزوار بالتأكيد مرة أخرى. ومع ذلك، فإن العديد من هذه القيود والتحديات ستعمل على خلق تغييرات طويلة الأمد في السياحة في معظم الوجهات.

بعد فترة الإغلاق الطويلة، ستكون القدرة التنافسية لقطاع السياحة عالية للغاية بالنسبة لعدد قليل من السياح الذين يسافرون.  حيث أن تعزيز جهود التسويق وخفض الأسعار من المرجح أن يقلل من قيمة الخدمة المقدمة أكثر مما يزيد من عدد الزوار.  وقد تكون استراتيجية مشتركة، لكنها ليست قابلة للتطبيق على المدى الطويل، وللأسف من المتوقع أن تستمر تأثيرات كوفيد-19 على قطاع السياحة لبعض الوقت.


كيف يمكن لمشغلي الفنادق والسياحة الحفاظ على الربحية؟

يجب على الشركات أن تتكيف مع الوضع الحالي وذلك للتغلب على الصعوبات التي تواجه الصناعة. وهذا يشمل تكييف العمليات التشغيلية لضمان التزامها بقواعد النظافة والسلامة الفعّالة لتعزيز معاييرها ولضمان سلامة الضيوف والموظفين، واعادة تكييف الأصول والخدمات لتتناسب مع متطلبات السوق الجديدة.

وتعتبر أفضل طريقة للبقاء في صدارة المنافسة هي مراقبة نشاط السوق عن كثب، وخاصة نوعية الزوار (السائحين)، بحيث يمكن تكييف الأصول وتخصيصها للجمهور الجديد.

ان التجديد وإعادة الاستخدام التكيفي قد يجعل الشركات أكثر قدرة في الاستحواذ على أسواق جديدة.

قد تتمكن الفنادق أو المنتجعات التي تم اعادة تجديدها من اجتذاب زوار جدد بعد إنتهاء تأثير الوباء وتصبح في وضع أفضل للبقاء في صدارة المنافسة.

ويمكن لأصحاب العقارات والمستثمرين التفكير في اعادة توظيف الأصول لأجل السياحة وذلك للتغلب على المعوقات؛ كإنخفاض أسعار العقارات ومخاطر عدم اشغالها أو العقارات الغير المباعة.  حيث انه في أسواق العقارات التي يزداد فيها العرض، لن تتأثر أسعار الفنادق أوالطلب على السياحة بالضرورة بقدر تأثر أسعار العقارات، لذا فهذه قد تكون فرصة مناسبة لاعادة انعاش الحياة في المباني وزيادة فرص الدخل.

من المرجح أن توفر المباني السكنية أو التجارية آفاقًا أفضل عند إعادة توجيهها إلى الفنادق أوالمنتجعات السياحية.  حيث أصبح الطلب على الوحدات السكنية والتجارية في بعض المدن أقل نتيجة للوضع الوبائي الحالي الذي أدى الى تخفيض عدد ساعات العمل والرواتب و أصبحت الأعمال تنجزعن بعد، لكن الطلب السياحي قد يظل مرتفعاً.

الأنواع الجديدة من السياحة

·        السياحة المحلية بالمقارنة مع السياحة الدولية

مؤخراً، تراجعت السياحة الخارجية في حين اصبح الطلب على السياحة الداخلية أكثر من المعتاد وسيزداد في المستقبل المنظور، حيث ان هناك طلب على الإقامات، خاصة في البلدان التي تعتبر آمنة وأقل خطورة.  وأيضاَ تزايد الطلب على الرحلات القصيرة، في حين أن الوجهات طويلة المدى أصبحت أقل من المعتاد.

·        الرفاهية مقابل الميزانية                          

ان الركود العالمي دفع السائحين للبحث عن خيارات  أكثر بأسعار معقولة، وأدى ذلك إلى تراجع الطلب على قضاء عطلات الى الوجهات السياحية الفاخرة.  فعوضاً عن قضاء العطلات في فنادق 5 نجوم، قد تلبي الفنادق فئة 4 نجوم احتياجات السوق بشكل أفضل،.  كذلك ان التجديدات بجودة عالية  قد تكون غير فعالة عند التنافس مع الفنادق الفخمة الأكثر ملاءمة لهذا السوق.

·       رحلات العمل

في الوقت الراهن، أصبح العمل عن بعد ومكالمات الفيديو هو الخيار الافضل، لذلك سيظل السفر من أجل العمل منخفضًا لفترة  من الوقت. كذلك أدت تخفيضات الإنفاق والمخاوف الصحية إلى تعليق السفر، بينما حلّت الندوات عبر الإنترنت والشبكات الرقمية محل الأحداث الوجاهية والاجتماعات . ومع ذلك، قد تشهد بعض المدن ارتفاعًا في رحلات العمل المحلية قصيرة الأجل. حيث انتقل العديد من الموظفين إلى الضواحي أثناء العمل عن بُعد، مما يعني القيام برحلات قصيرة أكثر خلال الاسبوع إلى المدينة لعقد الاجتماعات. قد تكون هناك أيضًا ميزانيات أعلى لهذه الإقامات بسبب دفع الموظفين إيجارًا أقل للانتقال والعيش في مكان آخر.

·       الأحداث والمناسبات

نظراً الى القيود على حركة التنقل والسفر ومنع التجمعات مثل عمليات الإلغاء والتأجيل وتقليص حجم الأحداث والاحتفالات، بالإضافة إلى تعليق غالبية مواعيد النشاطات والأحداث الرياضية الخالية من المشاهدين؛ أدت إلى انخفاض عدد السياح الذين يسافرون لحضور هذه الأحداث.

·       السياحة الطبية

تشهد السياحة العلاجية عودة سريعة بعد فيروس كورونا، وقد تزايد عدد سياح عذا النوع خلال السنوات الأخيرة ، مما يبرز سوقًا مهمًا آخر، حيث أن السياحة العلاجية تعتبر الأقل تأثراً بأحداث العام.

·       السفر من أجل التقاعد

قد يكون الإطلاق الأخير "لتأشيرة التقاعد" في دبي مؤشراً على أن المنطقة لم تشهد بعد زيادة في عدد السياح في هذه الفئة العمرية، والتي غالبًا ما يتم تجاهلها من قبل مشغلي الفنادق والسياحة، ولكنها قد تصبح سوقًا رئيسيًا في السنوات القادمة.

شهدت السنوات الأخيرة زيادة في الفنادق المعاد استخدامها، خاصة في المدن ذات المساحة المحدودة للبناء الجديد. حيث أنها طريقة مجدية لتقديم عرض أكثر تميزًا للضيوف، لا سيما في المباني ذات الطابع التاريخي والتصميم المعماري الفريد.


شهد هذا الاتجاه المتزايد، تحول مباني مثل المصانع والمكاتب والمدارس والمستودعات إلى فنادق ذات خدمات عالية الأداء تميل إلى الاستحواذ على حصة كبيرة من السوق.

يتمتع المشترون ومطورو السياحة بفرصة إعادة تطوير المباني القديمة وغير المباعة أو المباني غير المكتملة التي تم التخلي عنها بسبب نقص التمويل.  ومن الممكن أن يكون هذا أقل كلفة وأكثر ملاءمة للبيئة من بدء مشروع تطوير جديد من الصفر، مع الاستفادة من كونه موقعًا جيدًا بالفعل ويمكن السياح من الوصول إليه بسهولة.

على سبيل المثال؛ تم تصميم فندق كامبل جراي في الأردن في الأصل ليخدم كمبنى إداري، قبل أن تقوم مجموعة اتحاد المستشارين بتحويله إلى فندق 5 نجوم مكون من 192 غرفة فندقية. ويعتبر (كامبل غراي ليڤينغ) صرحاً معمارياً فريداً من نوعه، ويتألف من برج عالي مكون من 22 طابقا ومنصة عالية مكونة من ثمانية طوابق وسبعة أقبية.

حيث سيوفر الفندق الجديد ملاذًا حضريًا فاخرًا مع مقهى ومطعم على السطح وشرفة ومسبح وصالة ومكتبة ومساحات للمناسبات وسبا ومسبح داخلي. وتضمن نطاق عمل مجموعة اتحاد المستشارين أيضًا في العمل على الهندسة القيمية لتقليل تكلفة بناء المشروع.


يعدّ فندق ماريا ( Maryia Four Point)  في مدينة الرياض، والذي يقع بالقرب من حديقة الملك سلمان، مثالاً ناجحاّ لمبنى سكني آخر تم اعادة تكييفه واستخدامه كفندق.

في البداية، تم تصميمه كمبنى سكني، ثم تم تغيير استخدام العقار إلى مبنى فندقي وذلك قبل أن يتعاقد المالك مع مجموعة اتحاد المستشارين لإعادة توظيف المبنى كفندق بمرافق فاخرة.

وعملت مجموعة اتحاد المستشارين بشكل وثيق مع المالك ومشغلي الفندق لإعادة استخدام المبنى الحالي القائم وذلك بالحد الادنى من التدخلات والتغييرات الهيكلية، مما يسمح بتصميم ذو قيمة مضافة ومنهجية بناء،  للتقليل من تكلفة التجديدات و تلبية احتياجات السوق والعملاء وتوقعاتهم. وتضمَن نطاق الخدمات التي قدمتها المجموعة؛ إعادة التصميم المعماري والانشائي واعادة تصميم أعمال الهندسة الكهربائية والميكانيكية (MEP) واعداد وثائق العطاء والإشراف على أعمال البناء للفندق الذي تديره فور بوينتس من شيراتون.

طيبة زمان وبيت زمان (المعروفة الآن باسم كان زمان) هي عبارة عن قريتان زراعيتان قديمتان تقعان في مدينة البتراء، أعادت مجموعة اتحاد المسشارين استخدامها لتصبح منتجعات سياحية فريدة تنقل الزوار إلى المناطق الريفية في الأردن. قبل هذا الترميم واعادة التجديد، كانت القرى تناضل من أجل البقاء في العالم الحديث.  وحقق المشروع نجاحًا فوريًا، وخلق فرص عمل للمقيمين الذين يمكنهم المساهمة في نمو المجتمع اقتصادياً.

وقد تم الاعتراف به الآن كواحد من عجائب الدنيا السبع الجديدة في العالم، وكان الفائز العالمي بجائزة السياحة للخطوط الجوية البريطانية من أجل الغد، والحاصل على عدة جوائزمثل The Green Global Commendation Award   و The EIBTM Greeting of Business Award, and و  The Guild of Travel Writer’s Otter Award.


حان الوقت للتكيّف

الآن بعد أن أصبح السفر آمنًا وتراجعت القيود، أصبح الناس في أمس الحاجة إلى الخروج بعد قضاء وقت طويل في المنزل. الآن هو الوقت المثالي للتكيف والاستعداد لجذب هذا الجمهور الجديد مع عودة السفر مرة أخرى.

هذه المقالة هي الثانية في إعادة الغرض أو التجديد والتي تبحث في الفرص والفوائد الناشئة عن مشاريع إعادة الاستخدام والتجديد التكيفية. ستبحث المقالة التالية في السلسلة في إعادة الاستخدام التكيفي لقطاع الرعاية الصحية ، بما في ذلك أمثلة للمباني التي تم إعادة توظيفها واستخدامها لاستيعاب مرافق الرعاية الصحية.

 انقر هنا لعرض المقال السابق.

غيث أبوجابر: المدير التنفيذي لتطوير الأعمال في مجموعة اتحاد المستشارين، مقيم و يعمل حاليًا في دبي. تشمل خبرته الثرية مناصب سابقة في كبرى شركات العقارات والسياحة، بالإضافة إلى العمل في مشاريع خاصة وحكومية، مما منحه نظرة شاملة حول كيفية تطوير هذه الأنواع من المنظمات في جميع أنحاء المنطقة.

For better web experience, please use the website in portrait mode